
كن على إتصال دائم بالموضوع فسوف تجد كل فترة أدلة جديدة مفيدة للمسافر..
استعان العرب بالمرشد والدليل من أبناء البلاد في أسفارهم حتى لا يضلوا الطريق. ففي الجاهلية كان العرب من سكان الجزيرة العربية يقصدون بلاد الشام واليمن في تجارتهم، وتأمين حاجاتهم الأساسية. وكانوا يستعينون بأشخاص لمساعدتهم في الطريق. وازدادت الحاجة للدليل المرشد لاحقاً مع ظهور الديانات التوحيدية، وظهور شعيرة الحج التي تتطلب سفراً طويلاً على ظهر الدواب، فكان أتباع المسيحية يحجون إلى القدس، فيما المسلمون يشدون رحالهم إلى مكة المكرمة.
ويرى أن "تناسل ظاهرة الدليل السياحي المزور ضرب بصورة عميقة صدقية الدليل الحقيقي وأفرز شكاوى متعددة من السياح، مما يفسر لجوء كثيرين إلى التطبيقات الإلكترونية خشية الوقوع في الاحتيال والنصب السياحي من قبل المرشدين المزيفين والمحتالين".
لكن على رغم محاولة إنقاذ القطاع تبقى الصعوبات كبيرة. وتقول الدليلة السياحية يمينة إنها في بعض الأحيان تفكر في تغيير الاختصاص والبحث عن عمل أكثر استقراراً، لكن حبها وشغفها بالعمل دليلاً سياحياً جعلها تؤجل هذه الخطوة.
مبدياً تخوفه من انتشار النظم التكنولوجية في المناطق السياحية المصرية، مثل الأكواد التي يمكن وضعها على القطع الأثرية، وتوافر ميزة صوتية لعرض تاريخها ومعلومات عنها، فقد تعتمد عليها شريحة واسعة من السياح، وتستغني عن المرشدين.
متوقعاً أن يؤدي انتشار التقنيات الذكية بصورة واسعة في مصر إلى انخفاض حاد في هذه النسب.
مع اتساع نطاق المهنة، اتجهت البلدان نحو التنظيم. ففي لبنان، "يعد دليلاً سياحياً كل لبناني، حائز على إجازة دليل تمنحها له وزارة السياحة، يقوم مقابل بدل محدد بأعمال مرافقة السياح والمسافرين وإرشادهم، في المعالم نور الأثرية والتاريخية والطبيعية والمتاحف، وفي الأماكن ذات الأهمية السياحية. ويقوم أيضاً بشرح وإعطاء المعلومات التاريخية والأثرية وشرح ما يتعلق بهذه المواقع وبالبلاد".
المرشد السياحي كما يسمى في المغرب، مهنة لها ضوابط وقوانين منظمة، وهو لا يمارس هذه المهنة إلا بعد اجتياز اختبارات بدنية وشفوية من قبل السلطات الوصية على قطاع السياحة داخل البلاد، لمعرفة هل يصلح لمزاولة هذه المهنة السياحية المهمة.
في هذا الإطار يقول عبد بوشية صاحب تطبيق ذكي متصل بالسياحية بصورة مباشرة، إن التطبيقات في عالم السياحة تساعد العاملين في القطاع من أجل الترويج لأعمالهم، والتواصل المباشر مع السياح، لكنه يؤكد أنه "لا غنى عن الدليل في الجولات السياحية على رغم تراجع حجم أعمالهم خلال الأعوام الأخيرة"، لافتاً إلى "رواج السياحة الداخلية والبيئية، ودور التطبيقات المجانية في تسليط الضوء على أفضل الأماكن للنوم وتناول الطعام في كل بلدة أو قرية منتشرة على الخريطة اللبنانية وحتى عربياً"، كما أنه يفتح باب العالم الخارجي أمام المؤسسات وبيوت الضيافة والمطاعم التقليدية التي لا تمتلك ترويجاً مدفوعاً عبر منصات الإنترنت.
تشهد السياحة تحولاً عميقاً على مستوى الأدوات والوجهات والتقنيات إذ تتجه أكثر فأكثر نحو الرقمنة (بيكسل)
هنا تطبيق ودليل للنمسا للأجهزة الذكية لللآيفون والأندرويد..
طاول التقدم التكنولوجي كل مناحي الحياة تقريباً، وأصبح مهدداً لاستمرار العديد من الوظائف نور الإمارات من بينها وظيفة الدليل السياحي في الأردن والتي تعاني منذ سنوات من تراجع بسبب ضعف المواسم السياحية والظرف الجيوسياسي في المنطقة.
الجوائز
ولكن ذلك غير كاف لأن الدليل البشري يفتح الباب أمام التفاعل، ومشاركة الخبرات الغنية".